بقلم: د. محمد فاروق النبهان
كلمات مضيئة .. لما ذا نكتب
لم افكر يوما في استرضاء اي احد فيما كنت اقوله أو اكتبه ولا احب ذلك. ، وكنت أمسك عن ذكر الكثير مما لا اود البوح عنه من العواطف والاحداث والذكريات ، لا اكتب لمدح من احب ولا لذم من اكره , ولا اريد ان استرضي من ذلك احدا ، اكتب بعض. نأملاتي وذاكرتي لانني احب ان استعيد بعض تلك الذكريات التي كادت ان تنمحي من الذاكرة ،، لم اقصد يوما ان امدح احدا , وليس هذا من طبيعتي. ، كنت اكتب عن حياتي كتجربة انسانية مرت بي في حقبة تاريخية في تلك الرحلة. عبر الموانئ المتعددة ، كنت أشعر بالفضل الالهي من قبل ومن بعد في كل ما كان واشعر بالرضا. الذي يمنحني الشعور بالسكون. الداخلي فى مرحلة نحتاج فيها الى ذلك الصفاء ، اكتب للتعبير عن قناعاتي. الشخصية. ولا ادعي فيها. انني املك مالا يملكه غيري ، تعلمت الكثير ممن صادفتهم في الطريق ، كنت اتعلم من اقل الناس علما. ومن الاطفال ومن تلك الطبقة. الاجتماعية. المنسية. التي كنت اتعاطف معها واجد فيها القوة والعزيمة والصبر والامل. ، وكنت أجد لدي الكثير من هؤلاء حسُن الفهم والادب مع الله والقناعة. والصبر ومحبة الخير ، نحن ندين لمن كان من حولنا من الاعوان والمساعدين ، ولولا هم لما استقامت حياتنا ، كم كنت. اتذكر ملامح شخصيات. كانوا رائعين في مواقفهم ، كنت اشعر بمسؤولية الكلمة امام الله. ا نً نكون في المكان الذي يحب ان يرانا فيه مطايا للخير . وعمل الصالحات , وكنت اشعر انني مكلف ومخاطب ومؤتمن. كشأن كل انسان ،. ويجب ان اختار الطريق الذي يترجح لي انه الحق بقدر طاقتي ، ولا يعني ابدا اني قد اخترت الحق والصواب او اتضح لي دون الاخرين ،. هي مجرد اجتهادات للبحث عن الكمال كما يترجح لنا انه الكمال ، مواقفنا. مرآة صادقة لما نحن فيه ، ، لم يكن يعنيني. مايراه غيري، ولكل جهده واجتهاده ، وهو مؤتمن عليه. ، هناك أمران مهمان يجب. فهمهما والتأمل فيهما :
اولا : الدين كخطاب الهي. لكل عباده ، ولا احد خارج ذلك الخطاب , ذلك منهج يحبه. الله من عباده ، وهذا هو الاساس وهو ما نحتاج اليه اليَوْمَ وغدا. كمنهج لفهم ظاهرة الحياة كارادة الهية ..
وثانيا : العلم كاداة لفهم ما يريده الله من عباداه . ، والعلم بالتعلم , والعلم يطلب لثمرته المرجوة وهو مطلق المعرفة ، والعلم باحكام الدين لا يعني العلم بحقيقة الدين كرسالة الهية لكل عباده ، من جهل حقيقة رسالة الدين فمن الصعب عليه ان يستقيم فهمه لحقيقة احكامه ، انه يهتم بظاهرها. ويجهل حقيقتها كمنهج للكمال , كل المصطلحات تراد لمقاصدها , لاعدالة مع انتفاء العدالة , والعدالة مفهوم متجدد الدلالة متطلع نحوم مزيد من الكمال ، وكنت اجد الجهل فيمن. كان يهتم بالفروع ويغفل عن الاصول ، فيكبر بها جهله وتشتدغفلته عن ربه ، ومن الجهل ان تري في الفرع أصلا وينصرف اهتمامك الي تلك الفروع وتكوم به الاصول ، وكنت اجد. الجهل فيمن يعبث بالدِين ويتخذه مطية لاهوائه الشخصية ، ويظن نفسه من المهتدين ، حقيقة الدين. كرسالة سماوية تدرك بالفطرة الايمانية الصافية. ، العلم اداة للادراك بشرط ان يصحبه التقوي وفهم رسالة. الله.لعباده ان يكونوا صالحين. ، واهم ثمرات ذلك هو الصفاء الداخلي ومحبة الخير والاستقامة والشعور بالتكافل. والتخفيف من الانانية والتحرر من الاطماع والاحقاد والشعور بالكراهية ، عندما تحقد وتكره وتظلم. فانت خارج . انسانيتك ، فالدين خلق وقيم ومرتبة تعبر عن المسؤولية الانسانية والتكليف. ، ا لانسانية ليست مجرد وجود مادي ، وانما هي مرتبة في الوجود تخرج الانسان من حيوانيته الغريزية الضيقة الي انسانيته المخاطبة والمكلفة والمستخلفة. والمؤتمنة على الحياة ، ويجب ان يتحرر الدين من رموز الجهل به ، وهم كثر فى كل عصر ، ومنهم من انصرف الي الفروع واعتبرها هي الدين وغفل عن الاصول ، الاصول هي المطلوبة وهي الجذور التي تتولد عنها الازهار الربيعية المتجددة الالوان ، ولكل ربيع ازهاره ، ولكل عصر قضاياه ،. والانسان. مخاطب بان. يفهم ما خوطب به بروحيته المرادة ،. وليس بدلالة الالفاظ التي هي اداة. لحسن الفهم ، عندما يرتقي المجتمع يرتقي فهمه ، وعندما يتخلف بسبب الجهل تنحدر افكاره ، وتتحكم فيه. انانيته. وتعصبه، ويري الحق فيما هو فيه ، فيحقد ويظلم ويجعل نفسه وصيا علي الدين ، ويكون العلم مهنة معاشية كبقية المهن التي يتباري اهلها في اتقان دقائقها ، الفقه على اطلاقه هو حسُن الفهم ، ومن ساء فهمه فليس فقيها ولو كان من كبا.ر فقهاء عصره ، الاسلام رسالة الهية من الله لكل عياده لاجل كمال الحياة واستمرارها ، الاسلام رسالة متجددة وتخاطب كل جيل وكل عصر بما يدفعه لمحبة الكمال والعمل له في الايمان بالله وحده لا شريك له والقيام بحقه عبادة وطاعة ، واحترام الحياة لكل الاخرين في الحقوق في امرين.:
اولا: الاموال : رسالة الدين تحريم اكل اموال الاخرين بالباطل في المعاملات ، وهذا هو الاصل في فهم معني العدالة في كل الحقوق المادية ، ولكل عصر مفهومه للعدالة في فهم الحقوق. في اطار الفضيلة الاجتماعية التي تحترم فيها مصالح كل الاخرين ، لا استثناء في الحقوق خارج العدالة ولا تفاضل ولا تمايز، ولا احد يملك مالا يملكه غيره من الحقوق ،
والامر الثاني : النظام الاجتماعية وهو ثمرة توافق ارادي مصلحي ،من منطلق الدعوة الى الشورى ويعني التوافق المصلحي , وامرهم شوري بينهم ، في كل الامور الدنيوية. ولا شيئ خارج التوافق المصلحي في كل الامور التي تنظم الحياة ، والتي تحترم فيها الضوابط الاساسية التي امر الله بها وبينها رسوله في سنته ، وبعدها تبتدئ مهمة الانسان معتمدا على العقل كمنارة مستمدة من النور الالهي , وهو اداة الفهم المؤتمن للوقاية من التعثر والضلال والمؤتمن علي الحياة كلها ان يختار لها اسبابها من خلال منهج تكافلي لامكان فيه للانانية البغيضة التي. جعلت الانسان القوي في مواجهة الانسان الضعيف والدولة القوية في مواجهة الدولة الضعيفة ، لا احد من خلق الله خارج رحمته وعدله ، وذلك هوالدين القيم, وهذه هي رسالة الاسلام ، وكنت اجد الكثير مما ينسب الي الاسلام وليس منه من المواقف والاحكام والمفاهيم. ، وفى عصر الجاهلية المتجددة بجهل مجتمعها هى مجرد. شعارات.بلا دلالة, صورة الاسلام متوهجة باستمرار وتعبر عن قيم انسانية راقية الدلالة , الاسلام ماكان من قبل وما سيكون من بعد وليست هناك صورة وحيدة لذلك الاسلام , جيل السلف وجيل الخلف يحملون مسؤولية فهم حقيقة الاسلام كقيم راقية تعبر عن مرتبة الانسانية وما يليق بها . ، الاسلام رسالة الهية. وطريق فهمها هو الرسول الكريم ، ولا يحتج بغيره فيما كان ثمرة لجهد العقول المعبرة عن عصرها ، لا بد من فهم متجدد لحقيقة تلك الرسالة الالهية من غير تعصب جاهل اوادعاء التفرد بالفهم , وكل جيل مخاطب بما خوطب به الجيل السابق له , ولكنه سيفهمه بطريقة معبرة عنه لانه هو المخاطب به والمؤتمن علية , ولا يمكن لجيل واحد مهما ارتقت مداركه مداركه ان يدعى انه الاحق بالفهم وانه الوصى على الاخرين , جهد العقول متأثر بمكونات ذلك العقل من خلال تجربته الانسانية , وكل هذا يساهم فى فهم تطور الفكر الانسانى من النقص نحو الكمال ..
….
- المصدر: موقع د. محمد فاروق النبهان
- 2020/12/02