لمحة عن المادة
لكل شيء خلقه الله في هذا الكون سنن تحكمه، الإنسان والمجتمع والحياة، وفهم سنن الموجودات هو المدخل نحو التعامل الأمثل معها وترشيدها.
مادة السنن الكونية هي إحدى أهم المواد المؤسِّسة في المجال الفكري الذي تعمل أكاديمية رؤية على تقديم معرفة متميزة وبناءة فيه، وتتضمن خلاصات مركزة من مجموع ما كتبه الدكتور عبد الكريم بكار في هذا المجال. وإن مادة السنن الكونية إلى جانب مواد أخرى تأسيسية هي “الأصول الفكرية” ومادة “مصطلحات ومفاهيم فكرية”؛ تشكل بمجموعها أرضية الفكر الإنساني البصير والناقد، الذي تحتاجه الأجيال الشابة لتدخل معترك الحياة بوعي عميق يمكنها من فهم الحياة ثم التأثير فيها.
تتضمن هذه المادة تعريفا بطيف واسع من السنن والقوانين التي تعرفنا بطبيعة النفس البشرية؛ بما فيها من عواطف وأنظمة عقلانية، وما تتصف به من علم وجهل، أو ميول روحانية أو مادية، ونزوع نحو السيطرة والاستحواذ والتمتع، أو القلق والتذمر، والتكيف أو التطرف. ولا يكتفي المحاضر بالتعريف بسنن هذه الطبائع، بل ينتقل في آخر كل حلقة إلى الحديث عن سبل التعامل معها وترشيدها بما يحقق رقي النفس البشرية واعتدالها.
وكما هو الحال في الأنفس فإن المجتمعات أيضا لها طبائع وسنن تحكمها، فتقوم مادة السنن الكونية بتسليط الضوء عليها وشرحها، ثم اقتراح أفضل الأساليب لترشيدها بهدف الحفاظ على المجتمع وتطويره. ومن المواضيع الاجتماعية التي جرى الحديث عنه في هذا المساق قضايا الهوية والانفتاح والانغلاق، والنزوع إلى التطابق أو التنوع، والوعي بالذات وبالآخر وبالماضي والحاضر، وأثر المجتمع والبيئة في تكوين الإنسان وسلوكياته ونزوعه نحو التصلب أو المرونة، وأثر التخلف والتحضر في شخصيته.
إن هذه المادة تفيد الباحثين عن بناء معرفة إنسانية وفكرية منظمة، كما تفيد العاملين في المجال الفكري والاجتماعي أو من لهم احتكاك دائم بالأشخاص والمجتمع. إذا كنت مهتما بفهم نفسك ومجتمعك وما حولك سارع بالتسجيل في هذه المادة فأنت في المكان الصحيح للمعرفة.
في هذه المادة سوف تتعرف على:
- مجموعة واسعة من السنن الكونية الحاكمة للمجتمعات البشرية وحركتها، وطبيعة مكوناتها وعلاقاتها.
- السنن التي تحلل النفس البشرية، وتبين طبيعتها ونقاط قوتها وضعفها، وموضع العواطف والعقل والإرادة منها.
- السنن المتعلقة بالهوية والانفتاح والانغلاق، والنزوع إلى التطابق أو التنوع، والوعي بالذات وبالآخر.
- السنن الحاكمة للصراع بين المادة والروح والمبادئ والمصالح، وكيفية إدارة الصراع بين متناقضات الميول البشري.
- أثر المكان والبيئة والتربية في تكوين الإنسان وسلوكه وتصلبه أو مرونته، وأثر التخلف والتحضر في عقليته.
- كيفية التعامل مع قضايا النقد والتهميش والتذمر والعلم والتطرف والتكيف والضغوط، من خلال فهم طبيعتها وآثارها.