لمحة عن المادّة:
يتعاظم الاهتمام بالنّهضة باعتبارها شعارًا للتغيير والتقدّم الحضاريّ، واستجابةً لتشوّق الفطرة البشريّة إلى حيازة المنافع؛ بينما يتضاءل الوعي كلّما تقدمنا نحو الإجابة عن سؤال: كيف ننهض؟ وأضحت النّهضة حُلمًا وهاجسًا في نفس الوقت؛ فكثرت حولها النقاشات لكنها ظلت على كثرتها محدودة الأثر !
تأتي مادة “ثقافة النّهضة” في مجال الفكر النّهضويّ بهدف تنظيم الوعي بالنّهضة الشاملة وإرساء أسس ومنطلقات الفكر النّهضويّ وخطّته العملية التي ينبني عليها صرحُ التقدم في شؤون الدين والدنيا معًا.
تبدأ المادة بتعريفات تدور في فلك النّهضة والثّقافة والحضارة وموقع كل منها في مسار التقدم، مع إبراز تميّز الإسلام في بناء تصّور شاملٍ يرقى بالإنسان ويُوجب عليه نهوضًا شاملًا لجوانب الحياة كلها، وتُجيبنا على سؤال مفصليّ: البناء الحضاريّ مسؤولية مَن؟
وهو ما يقود إلى الحديث عن التخطيط الحضاريّ وأهدافه ومثالبُ خطّط النهوض في العالم الإسلاميّ، مع بلورة الوعي بأدوات إدراك الواقع، ودراسة عوامل قصور التنظير له منذ قرن ونصف.
يحرص الدكتور عبد الكريم بكار على تبيان مجالات النّهضة الستة؛ مُعرجًا على أبرز معوقاتها كالذوبان في التراث أو تشويهه؛ وآفةُ التّعصب، وكيف تؤدي إلى كسر اعتزاز الأمّة بهويتها والتمهيد لغزوها ثّقافيًّا وتفتيت وحدتها، لهذا تبسط المادة سُبل إنصاف التُراث ومناهضة التّعصب .
ولمركزيّة الشق العمليّ، تشير المادة إلى وسائل بناء النّهضة مع التفصيل في أدوار المؤسسات بدءً من الأسرة إلى المدرسة فالإعلام ومؤسسات العمل الخيري والتطوعي بما يتناسب وخصوصية كل بلد، وهو مسار يُحدد النموذج الإسلامي للتحضر ويُرشد إلى سمات المجتمع المأمول.
إن كنت مُهتمًا بالفكر النّهضويّ؛ ناشطًا في أحد ميادينه، فإنّ مادة “ثقافة النّهضة” المقدمة من “أكاديمية رؤية للفكر” تُعينك على إحداث النقلة في الفهم والعمل، سارع للتسجيل فأنت في المكان الصحيح للمعرفة.