لمحة عن المادة
يعدّ الإمام محمد الطاهر ابن عاشور أحد أبرز أئمة الإسلام المجددين في العصر الحديث، ولد عام 1879م، وتوفي عام 1973م. وقد اشتهر بتفسيره التحرير والتنوير، الذي يخبرنا “كم ترك الأول للآخر”، لكنْ قليل من يعرف أن موسوعته التفسيرية هي قطعة من مشروع إصلاح كبير، خطه الطاهر ابن عاشور كرؤية متقدمة لإصلاح الوضع الحضاري للأمة الإسلامية في كل مجالاتها الحضارية، انطلاقا من مجال العلم والتعليم.
في هذه المادة يقوم الدكتور محمد الطاهر الميساوي، بتقديم صورة عن المشروع الحضاري الذي عمل عليه الإمام ابن عاشور رحمه الله، فيبدأ بالحديث عن شخصيته وعائلته الأندلسية والبيئة العلمية التي عاش فيها، ثم ينتقل للحديث عن كتابه “أليس الصبح بقريب” الذي وضع فيه رؤيته لإصلاح التعليم انطلاقا من واقعه في جامع الزيتونة، حيث يمثل هذا الكتاب الخطة الإصلاحية التي وجّهت كل أعماله العلمية اللاحقة بما فيها تفسيره الكبير.
في القسم التالي من هذه المادة ينتقل المحاضر إلى الحديث عن كتاب “مقاصد الشريعة الإسلامية” فيبين أبرز معالم الكتاب متحدثا عن أبرز المقاصد العامة والخاصة للشريعة الإسلامية كما يقدمها الإمام ابن عاشور في كتابه.
ثم في القسم الأخير من المادة يتوقف الدكتور الميساوي عند كتاب “أصول النظام الاجتماعي في الإسلام” فيبين أنه مع كتاب “مقاصد الشريعة” يعتبران كالكتاب الواحد، أحدهما يتحدث عن مقاصد الإسلام التشريعية والآخر يتحدث عن المجتمع المسلم الذي ستتنزل فيه هذه المقاصد، وفي حديثه عن هذا الكتاب يتوقف المحاضر عند مجموعة من أصول الإصلاح الفردي والجماعي في النظام الاجتماعي في الإسلام، كما يقررها الإمام ابن عاشور.
تهدف المادة من خلال أقسامها الأربعة إلى تقديم مدخل لفهم مشروع الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور بجانبيه التنظيري والعملي، تساعد الباحثين في فهم أطروحات الإمام ومقاصده مما خلال وضعها ضمن خريطة مشروعه الإصلاحي الكبير.
إن كنت من الباحثين عن المعرفة المنظمة بمشاريع الإصلاح المعاصرة سارع بالتسجيل في هذا المساق العلمي المقدم من “أكاديمية رؤية للفكر” فأنت في المكان الصحيح للمعرفة.