لمحة عن المادة
الساعون إلى صناعة الحضارة في هذه الأمة كثيرون، ومنذ أكثر من قرن على الوعي بتخلف المجتمعات المسلمة عن ركب الحضارة الحديثة، أسس العديدون طرقا للنهضة، لكن أكثر هذه الجهود فشلت أو توقفت عند مرحلة ما، بعد المساهمة بشيء في ميدان النهضة في مرحلة ما. وقد كان السبب في توقف أكثرها عدم كفاية الأفكار والمفاهيم التي تطرحها لإقامة الحضارة. من هنا تأتي أهمية الوعي بمفهوم الحضارة ووجهتها وسماتها وشروطها ومقوماتها ومجالات عملها.
لا يمكن للحضارة أن تقوم دون الوعي بالسنن الحاكمة في الحياة، سواء منها ما يتعلق بالأفكار أو الحكم على حركة الكون والمجتمع أو فهم الواقع والتعامل معه. وتقوم هذه المادة بتقديم مجموعة من السمات والقواعد والمفاهيم التي تتصف بها مدرسة الوعي الحضاري، التي وقف ابن خلدون على مفاتيحها في مقدمته وتاريخه عبر تحليل المجتمعات واستخلاص السنن التي جعلها الله حاكمة لحركتها، وبعده بقرون جاء مالك بن نبي ليدخل في جزئيات صناعة النهضة وجوانب الحضارة، وكل ذلك بإطار من الإسلام نفسه، بخصائصه التي يضفيها على الحضارة المنبثقة عنه.
لهذه المدرسة الحضارية أعلامها ومفكروها الذين يمدون فروعها يوما بعد يوم إلى شتى مجالات الحياة لترافق مسيرة الأمة في تطورها في هذا العالم الذي يتغير بسرعة هائلة. ومن هؤلاء المفكرين الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار، الذي أطَّر لهذه المدرسة في كتابه “مدرسة الوعي الحضاري”، وقد جاءت هذه المادة مدخلا له، لتقدم أهم ما جاء في الكتاب من قواعد وقضايا وأفكار.
إن كنت مهتما بمجال الوعي الحضارية والوقوف على أهم المبادئ والسمات والشروط التي تشكله؛ بادر بالتسجيل في هذه المادة فأنت في المكان الصحيح للتعرف على علوم الحضارة.
في هذه المادة سوف تتعرف على:
- المصطلحات والمفاهيم الأساسية في مجال الوعي الحضاري.
- أهم السمات التي تميز مدرسة الوعي الحضاري، وكذلك القواعد الفكرية المؤسسة لها.
- مدرسة الوعي الحضاري باعتبارها منهجا في النهضة أسَّس له ابن خلدون وعمل عليه مالك بن نبي.
- مقومات الوعي الحضاري والشروط اللازمة لحضوره في حياة الفرد والمجتمع.
- الوقوف على بعض المجالات التي تحتاج وعيا خاصا للدخول في النهضة ومن ثمَّ الحضارة.